زوجه تكتشف خيانه زوجها مع...
كانت "ليلى" امرأة قوية، تعمل في سلك التدريس، متزوجة من "كريم"، ولديها طفلان جميلان. حياتها كانت تبدو مثالية، منزل دافئ، أسرة مستقرة، وزوج محب. ولكن، كما يقال، بعض الأسرار تختبئ في زوايا الظلام، تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن وجهها القبيح.
مع تزايد مسؤولياتها بين العمل والمنزل، قررت ليلى استقدام خادمة، "فاطمة"، لمساعدتها في أعمال البيت ورعاية الأطفال. كانت ليلى تطمئن يوميًا على أطفالها من المدرسة، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي. ولكن، في الأيام الأخيرة، لاحظت تغيرًا غريبًا. كلما اتصلت بالمنزل أثناء ساعات العمل، لم يكن هناك من يرد، رغم تأكيد الخادمة أنها تكون مع الأطفال.
في البداية، حاولت إقناع نفسها بأن الأمر مجرد صدفة، ربما كانت فاطمة مشغولة، أو الأطفال يلعبون ولا يسمعون رنين الهاتف. ولكن مع تكرار الأمر يومًا بعد يوم، بدأ الشك يتسلل إلى قلبها. في أحد الأيام، عادت إلى المنزل على غير العادة أثناء استراحة الغداء، ولكن بمجرد أن اقتربت من الباب، سمعت صوت القفل يُفتح فجأة، وخرج زوجها وكأن شيئًا لم يكن. سألته ببراءة:
- "لماذا لم تردوا على الهاتف؟ لقد كنتُ قلقة."
فأجاب مبتسمًا، ولكن بعينين خاليتين من المشاعر:
- "ربما لم نسمعه، لا تقلقي."
ورغم محاولاته طمأنتها، لم تستطع ليلى إسكات صوت الشك داخلها.
في أحد الأيام، وبينما كانت تحاول معرفة السبب الحقيقي، جمعت شجاعتها وسألت فاطمة مباشرة:
- "لماذا لا تردين على الهاتف؟"
ترددت الخادمة للحظات، ثم نظرت إليها بخوف قبل أن تنطق الكلمات التي هزت كيانها:
- "سيدتي... كلما غادرتِ المنزل، يدخل السيد ويطلب مني أن آخذ الأطفال وأحبسهم في إحدى الغرف، ثم يقفل علينا الباب حتى قبل عودتك بساعة."
شعرت ليلى ببرودة مفاجئة تسري في عروقها. ما الذي يخفيه كريم؟ لماذا يحبس الخادمة والأطفال؟ هل هناك سر مظلم لا تعلم عنه شيئًا؟
لم تستطع النوم في تلك الليلة، فالأفكار تتسارع في رأسها كالبرق. قررت أن تضع خطة لكشف الحقيقة. طلبت من فاطمة أن تأخذ هاتفها معها في المرة القادمة التي يأمرهم فيها بالدخول إلى الغرفة، وأن تتصل بها فورًا بمجرد أن يغلق الباب.
وفي صباح اليوم المشؤوم، جاء كريم كعادته، طلب من فاطمة أخذ الأطفال إلى الغرفة، وأغلق الباب عليهم بإحكام. هذه المرة، كانت فاطمة مستعدة، مرت دقائق، ثم اتصلت بليلى، وهمست بصوت مرتجف:
- "لقد فعلها مجددًا... أغلق الباب علينا."
أغلقت ليلى الهاتف، وقلبها يكاد ينفجر من الرعب. أخذت حقيبتها، خرجت من المدرسة بسرعة، قادت سيارتها بجنون وكأنها في سباق مع الوقت، كلما اقتربت من المنزل، زادت ضربات قلبها. ماذا ستجد؟ ما السر الذي يخفيه كريم؟
وصلت إلى المنزل، فتحت الباب بحذر، سكون غريب يخيم على المكان. أخذت تبحث عنه غرفة بعد غرفة، إلى أن وقفت أمام باب غرفة النوم. تجمدت يدها على المقبض، صوت خافت يأتي من الداخل، صوت مألوف لكنه غريب في هذا السياق. ابتلعت ريقها بصعوبة، ثم فتحت الباب بحركة سريعة.
يا ليتها لم تفعل...
يا ليتها لم تفعل!
هناك، وسط الغرفة، على السرير الذي كان يومًا رمزًا لحبهما، كان زوجها كريم... لكنه لم يكن وحده. بجانبه كانت امرأة... امرأة لم تتوقعها أبدًا... كانت أمها!
شعرت كأن الزمن توقف، الهواء أصبح ثقيلاً، الدم تجمد في عروقها. لم تصدق ما تراه عيناها. أمها، التي كانت تعيش معها في نفس المنزل، التي كانت تمثل لها الأمان، كانت تخونها مع زوجها!
تراجعت للخلف، شعرت بدوار شديد، كأن الأرض انشقت تحت قدميها. نظر إليها كريم بوجه بارد، وكأنه لم يفعل شيئًا يستحق الذهول. أما أمها، فقد ارتبكت، حاولت أن تتكلم، أن تبرر، لكن أي تبرير يمكن أن يمسح هذه الخيانة؟
تجمعت كل صرخات القهر في داخلها، لكنها لم تستطع النطق بكلمة واحدة، فقط دموعها سالت، تساقطت كأنها تنزف من روحها، فقدت القدرة على التفكير، على استيعاب الصدمة.
ما الذي ستفعله الآن؟ كيف ستتجاوز هذه الطعنة التي جاءت من أقرب الناس إليها؟
Commentaires
Enregistrer un commentaire